إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
مسئولية الآباء تجاه الأبناء
3731 مشاهدة print word pdf
line-top
مسئولية الآباء تجاه الأبناء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مسئولية الآباء عن أولادهم مسئولية كبيرة؛ وذلك لأن الأب أو ولي الأمر راعٍ على من استرعاه الله تعالى من أولاده وأهل بيته.
وإذا كان كذلك فلا بد أنه يُسأل عن هذه الرعية، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته أي فالأب راعٍ، الرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عن رعيته، يدخل في أهل بيته أولاده ذكورا وإناثا، كما يدخل أيضا نساؤه من زوجة وبنت وأخت ونحوهم ممن له ولاية عليهن، وإذا كان مسئولا عنهم فالذي يسأله هو الله، الله تعالى هو الذي يسأل كل راع عن رعيته.
والسؤال عن الرعاية لا بد أن يناقَش عنهم، يقال مثلا: هل ربيتهم تربية صالحة؟ هل راقبتهم عند التربية؟ هل علمتهم ما ينفعهم أو لم تعلمهم؟ هل أحسنت تعليمهم؟ هل أمرتهم بالخير؟ هل نهيتهم عن الشر؟ ونحو ذلك من الأسئلة.
وإذا كان كذلك فإن على ولي أمرهم أن يستعد، أن يعد للسؤال جوابا، وللجواب صوابا؛ حتى يخرج عن المسئولية، ويجيب جوابا صحيحا، هذا هو حق الوالد على ولده، على أولاده.
لا شك أن الوالدين جعل الله تعالى في قلوبهما رحمة، ورقة وشفقة على الأولاد، من حين يولد الطفل وأبواه يحبانه، وتتعلق به قلوبهما ويشفقان عليه، ويتألمان لألمه، ويضجران إذا ضجر، ويهمهما ما يهمه، ويسعى كل منهما في راحته، وهذه من رحمة الله تعالى بهؤلاء الأطفال أن جعل الله في قلوب الوالدين رحمة لهم.
فلو أن الولد إذا وُلد ألقاه أبواه من غير اهتمام به، ومن غير رقة ولا رحمة له لهلك.
فهو يحتاج في صغره إلى من يطعمه، وإلى من يسقيه، ومن ينظفه، ومن يربيه، ويحضنه، ويكسوه، ويحميه من الآفات، ويعالجه من الأمراض.
الوالدان يتولى كل منهما ما يخصه، فالأم تتولى إرضاعه وحمله، ونظافته، وغسل ثيابه، وإصلاح طعامه، وإصلاح شرابه، وفراشه، وما أشبه ذلك.
والأب يكدح، ويتعب في تحصيل القوت، وفي تحصيل الرزق الذي يؤمن له قوته وغذاءه، طعامه وشرابه وكسوته ومسكنه ومركبه وفراشه، وما إلى ذلك.
فيتعاون الأبوان على تربيته، وعلى إصلاح حالته، وعلى علاجه، وعلى تهيئته إلى أن يشب، وإلى أن يستغني بنفسه.
فإذا كان كذلك عرف حق أبويه، وأنه كبير، حيث اعتنى كل منهما بتربيته وإصلاحه وتهيئته، وتهيئة الطريق إلى أن يسلك طريقا سليما سويا، إلى أن يفعل ما يحتاج إليه، وإلى أن يعرف كيف يعبر هذه الحياة الدنيا.
وكذلك يلزمهما تربيته، وتعليمه بالعلم الشرعي، والعلم الصحيح الذي يكون به عارفا ما يلزمه، وعارفا ما ينفعه ويضره، وإذا كان كذلك فلا تكون عناية الوالد والوالدة بأمور حياته المعيشية، فإن في ذلك شيئا من الإهمال والإضاعة.
نعرف أن كل والد يحن على أولاده، يحن عليهم، شفقة من الضرر..، وكذلك أيضا شفقة من الآلام...

line-bottom